السبت، 9 مايو 2015

صور من الحضارة القبطية بمصر





رحلة العائلة المقدسة داخل مصر



رحلة العائلة المقدسة داخل مصر


مجئ السيد المسيح والعائلة المقدسة الى مصـر مـن أهم الإحداث التي جـرت على ارض مصـرنــا الغــالية في تاريخهــا الطـويل . فبــروح النبوة نظـر هــوشع النبى السيد المسيح منطلقاً مـن بيت لحـم ، حيث لم يكن له أين يسند رأسه فـى كل اورشليم ، ليلتجئ الى ارض مصــر ، ويجد له موضعاً فــى قلوب الأمميين ولهذا قيلت النبوة من مصــر دعــوت ابنى هو 1:11 وفى اكثر تفصيل يحدثنا اشعياء النبى فى سفره الانجيلى عن هذه الرحلة المقدسة فيقول : " هو ذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم الى مصر فترتجف اوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها " 1:19

المتحف القبطى- مصر القديمة: وهذا ما حدث فعندما كان السيد المسيح يدخل اى مدينه فى مصر كانت الأوثان تسقط في المعابد وتنكسر فيخاف الناس من هذا الحدث غير المألوف ويرتعبون، وكان دخول السيد المسيح ارض مصـر بركة كبيرة لارضها وشعبها فبسببها قال الـرب مبارك شعبى مصـر (25:19)، وبسببها تمت نبوءة اشعياء القائلة يكون مذبح للرب فى وسط ارض مصر وعمود للرب عند تخمها فيكون علامة وشهادة لرب الجنود فى ارض مصر ( أ ش 19:19،20) اما المذبح الذى فى وسط ارض مصر فهو كنيسة السيدة العذراء مريم الاثرية بدير المحرق العامر حيث مكثت العائلة المقدسة فى هذا المكان اكثر من سته شهور كاملة وسطح المذبح هو الحجر الذى كان ينام عليه المخلص الطفل، ودير المحرق يقع فى منتصف ارض مصر تماماً من جميع الاتجاهات كما اصبحت فى ارض مصر كنائس كثيرة فى طول البلاد وعرضها خصوصاً فى الاماكن التى زارتها العائلة المقدسة وباركتها
·        العائلة المقدسة تدخل مصر
خروج يوسف الشيخ من ارض فلسطين كأمر الملاك وخرجت معه السيدة العذراء القديسه مريم راكبة على حمار وتحمل على ذراعيها الرب يسوع ، وقد اجمعت كل التقاليد الشرقية والغربية على ان مريم العذراء ركبت حمار وسار يوسف جانب الحمار ممسكا بمقوده حسب المتبع عادة فى الشرق

ليست رحلة العائلة المقدسة الى ارض مصر وفى داخلها بالامر الهين بل انها رحلة شاقة مليئة بالالام والاتعاب لقد سارت السيدة العذراء حاملة الطفل يسوع ومعها يوسف البار عبر برية قاسية عابرة الصحارى والهضاب والوديان متنقلة من مكان الى مكان وكانت هناك مخاطركثيرة تجابهها فهناك الوحوش الضارية التى كانت تهدد حياتهم فى البرارى وفى الرحيل عبر الصحراء حيث كانت عادة المسافرين ان يسافروا جماعات لانه بدون حماية قافله منظمة يكون امل النجاه ضعيفاً
اما العمود الذى عند تخمها فهو كرسى مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية فهو العمود الذى وقف صامدا فى الاسكندرية على تخم مصر الشمالى واساس كنيستها الرسولية وكانت زيارة السيد المسيح لمصر هى التمهيد الحقيقى لمجئ مارمرقس الرسول الى مصر وتأسيس كنيسة الاسكندرية وسرى التدين الى كل الناس فأصبح شعب مصر متدينا روحيا يعرف الله حق المعرفة ويعبده حق العبادة حتى كملت النبوة فيعرف الرب فى مصر ويعرف المصريون الرب ويقدومن ذبيحه وتقدمة - أ ش 19-21
ثم هناك تهديد القبائل التى تتجول فى البرارى وقلق السيدة العذراء على الطفل يسوع وهو يتعرض للشمس المحرقة وبرد الليل ولكل تقلبات الجو فضلاً عن خشية نفاذ الطعام والماء وحسب المصادر التاريخية القبطية واهمها ميمر البابا ثيئوفيلس (23) من باباوات الاسكندرية ( 384-412م ) ، كانت هناك ثلاثة طرق يمكن ان يسلكها المسافر من فلسطين الى مصر فى ذلك الزمان ولكن العائلة المقدسة عند مجيئها من فلسطين الى مصر لم تسلك اى من الطرق الثلاثة المعروفة لكنها سلكت طريقاً اخر خاصاً بها وهذا بديهى لانها هاربة من شر الملك هيرودس فلجأت الى طريق غير الطرق المعروفة قادها الرب وملاكه فيه وهذا الطريق هو الذى ذكرة السنكسار القبطى اخذاً عن رؤيا البابا ثيئوفيلس التى سجلها فى ميمره المعروف سارت العائلة المقدسة من بيت لحم الى غزة حتى محمية الزرانيق ( الفلوسيات ) غرب العريش بـ 37 كم ودخلت مصرعن طريق صحراء سيناء من الناحية الشمالية من جهه الفرما ( بلوزيوم ) الواقعة بنين مدينتى العريش وبور سعيد
·       دخول العائلة المقدسة مدينة بسطا - محافظة الشرقية
دخلت العائلة المقدسة مدينه تل بسطا ( بسطة ) بالقرب من مدينه الزقازيق بمحافظة الشرقية وتبعد عن مدينة القاهرة بحوالى 100 كم من الشمال الشرقى وفيها انبع السيد المسيح عين ماء وكانت المدينة مليئة بالاوثان وعند دخول العائلة المقدسة المدينه سقطت الاوثان على الارض فأساء اهلها معاملة العائلة المقدسة فتركت العائلة المقدسة تلك المدينة وتوجهت نحو الجنوب غادرت العائلة المقدسة مدينه تل بسطا ( بسطه ) متجهه نحو الجنوب حتى وصلت بلدة مسطرد - المحمة وتبعد عن مدينه القاهرة بحوالى 10 كم تقريباً وكلمة المحمة معناها مكان الاستحمام وسميت كذلك لان العذراء مريم أحمت هناك السيد المسيح وغسلت ملابسة وفى عودة العائلة المقدسة مرت ايضاً على مسطرد وانبع السيد المسيح له المجد نبع ماء لا يزال موجوداً الى اليوم
·       العائلة المقدسة فى مدينة بلبيس
ومن مسطرد انتقلت العائلة المقدسة شمالاً الى بلبيس ( فيلبس ) مركز بلبيس التابع لمحافظة الشرقية وتبعد عن مدينة القاهرة حوالى55 كم تقريباً واستظلت العائلة المقدسة عند شجرة عرفت باسم شجرة العذراء مريم ومرت العائلة المقدسة على بلبيس ايضاً فى رجوعه
·       العائلة المقدسة بسمنود وسنجا
ومن بلبيس رحلت العائلة المقدسة شمالاً بغرب الى بلدة منية سمنود - منية جناح مــن منيـة سمنود عبـرت العــائلة المقـدسـة نهـر النيــل الـى مـدينة سمنـود ( جمنوتى - ذبة نثر ) داخـل الدلتا واستقبلهم شعبها استقبـالاً حسناً فباركهـم السيد المسيح لـه المجـد ويوجد بها ماجور كبير من حجر الجرانيت يقال ان السيدة العذراء عجنت به اثناء وجودها ويوجد ايضا بئر ماء باركه السيد بنفسه ومن مدينة سمنود رحلت العـائلة المقدسة شمالاً بغــرب الـى منطقة البرلس حتى وصلت مدينة ( سخا - خـاست - بيخـا ايسوس )
·         العائلة المقدسة فى مدينة سخا
وقد ظهر قدم السيد المسيح على حجر ومنه اخذت المدينه اسمها بالقبطية وقد اخفى هذا الحجر زمناً طويلاً خوفاً من سرقته فى بعض العصور واكتشف هذا الحجر ثانيه من حوالى 13 عاما فقط واذا كانت العائلة المقدسة قد سلكت الطريق الطبيعى اثناء سيرها من ناحية سمنود الى مدينة سخا فلا بد انها تكون قد مرت على كثير من البلاد التابعة لمحافظة الغربية وكفر الشيخ ويقول البعض انها عبرت فى طريقها فى برارى بلقاس
·         العائلة المقدسة فى وادى النطرون
ومن مدينة سخا عبرت العائلة المقدسة نهر النيل (فرع رشيد ) الى غرب الدلتا وتحركت جنوباً الى وادى النطرون ( الاسقيط ) وقد بارك السيد المسيح وامه العذراء هذا المكان
·         العائلة المقدسة فى منطقة المطرية وعين شمس والزيتون
ومن وادى النطرون ارتحلت العائلة المقدسة جنوباً ناحية مدينة القاهرة وعبرت نهر النيل الى الناحية الشرقية متجهه ناحية المطرية وعين شمس ومنطقة المطرية وهى بالقرب من عين شمس ( هليوبوليس - اون ) وتبعد عن مدينة القاهرة بحوالى 10كم وفى هذا الزمان كانت عين شمس يسكنها عدد كبير من اليهود وكان لهم معبد يسمى بمعبد اونياس وفى المطرية استظلت العائلة المقدسة تحت شجرة تعرف الى اليوم بشجرة مريم . وانبع الرب يسوع عين ماء وشرب منه وباركه ثم غسلت فيه السيدة العذراء ملابس الطفل يسوع وصبت الماء على الارض فنبت فى تلك البقعة نبات عطرى ذو رائحة جميلة هو المعروف بنبات البلسم او البلسان يضيفونه الى انواع العطور والاطياب التى يصنع منها الميرون المقدس ومن منطقة المطرية وعين شمس سارت العائلة المقدسة متجهه ناحية مصر القديمة وارتاحت العائلة المقدسة لفترة بالزيتون وهى فى طريقها لمصر القديمة.
·         العائلة المقدسة بمنطقة وسط القاهرة ومصر القديمة
مرت العائلة المقدسة وهى فى طريقها من الزيتون الى مصر القديمة على المنطقة الكائن بها حالياً كنيسة السيدة العذراء الاثرية بحارة زويلة وكذلك على العزوباية بكلوت بك.
·         العائلة المقدسة فى منطقة مصر القديمة
ووصلت العائلة المقدسة الى مصر القديم وتعتبر منطقة مصر القديمة من اهم المناطق والمحطات التى حلت بها العائلة المقدسة فى رحلتها الى ارض مصر ويوجد بها العديد من الكنائس والاديرة
وقد تباركت هذه المنطقة بوجود العائلة المقدسة ولم تستطع العائلة المقدسة البقاء فيها الا اياماً قلائل نظراً لتحطم الاوثان فأثار ذلك والى الفسطاط فأراد قتل الصبى يسوع وكنيسه القديس سرجيوس ( ابو سرجه ) بها الكهف ( المغارة ) التى لجأت اليها العائلة المقدسة وتعتبر من اهم معالم العائلة المقدسة بمصر القديمة.
·         العائلة المقدسة فى منطقة المعادى
ارتحلت العائلة المقدسة من منطقة مصر القديمة متجهه ناحية الجنوب حيث وصلت الى منطقة المعادى احد ضواحى منف - عاصمة مصر القديمة
وقد اقلعت العائلة المقدسة فى مركب شراعى بالنيل متجهة نحو الجنوب بلاد الصعيد من البقعة المقام عليها الان كنيسة السيدة العذراء المعروفة بالعدوية لان منها عبرت (عدت) العائلة المقدسة الى النيل فى رحلتها الى الصعيد ومنها جاء اسم المعادى وما زال السلم الحجرى الذى نزلت عليه العائلة المقدسة الى ضفة النيل موجوداً وله مزار يفتح من فناء الكنيسة ومن الاحداث العجيبة التى حدثت عند هذه الكنيسة انه فى يوم الجمعه 3 برمهات الموافق 12 مارس 1976 م وجد الكتاب المقدس مفتوحاً على سفر اشعياء النبى الاصحاح 19-25 مبارك شعبى مصر طافياً على سطح الماء فى المنطقة المواجهه للكنيسة من مياة النيل.   
·         العائلة المقـدسة تـرتحل جنوبا الـى صعيد مصـر
وصلت العائلة المقدسة قرية دير الجرنوس (ارجانوس) على مسافة 10 كم غرب اشنين النصارى - مركز مغاغة
وبجوار الحائط الغربى لكنيسة السيدة العذراء يوجد بئرعميق يقول التقليد ان العائلة المقدسة شربت منه مرت العائلة المقدسة على بقعة تسمى اباى ايسوس ( بيت يسوع ) شرقى البهسنا ومكانه الان قرية صندفا ( بنى مزار ) وقرية البهنسا الحالية تقع على مسافة 17 كم غرب بنى مزار
·         العائلة المقدسة بجبل الطير - شرقى سمالوط
ارتحلت العائلة المقدسة من بلدة البهنسا ناحية الجنوب حتى بلدة سمالوط ومنهاعبرت النيل ناحية الشرق حيث يقع الآن دير السيدة العذراء بجبل الطير ( اكورس ) شرق سمالوط ويقع هذا الدير جنوب معدية بنى خالد بحوالى 2 كم حيث استقرت العائلة بالمغارة الموجودة بالكنيسة الاثرية
 ويعرف بجبل الطير لان الوفاً من طير البوقيرس تجتمع فيه ويسمى ايضاً بجبل الكف حيث يذكر التقليد القبطى ان العائلة المقدسة وهى بجوار الجبل - كادت صخرة كبيرة من الجبل ان تسقط عليهم فمد الرب يسوع يده ومنع الصخرة من السقوط فامتنعت وانطبعت كفه على الصخر شجرة العابد - نزلة عبيد - المنيا وفى الطريق مرت العائلة المقدسة على شجرة لبخ عالية ( شجرة غار ) على مسافة 2 كم جنوب جبل الطير بجوار الطريق المجاور للنيل ، والجبل الواصل من جبل الطير الى نزلة عبيد الى كوبرى المنيا الجديد ويقال ان هذه الشجرة سجدت للسيد المسيح له المجد وتجد ان جميع فروعها هابطة بإتجاه الارض ثم صاعدة ثانيه بالاوراق الخضراء ويطلق عليها شجرة العابد العائلة المقدسة تواصل رحلتها جنوبا.
·         العائلة المقدسة ببلدة الاشمونيين ملوى
غادرت العائلة المقدسة من منطقة جبل الطير وعبرت النيل من الناحية الشرقية الى الناحية الغربية واتجهت نحو الاشمونيين ( اشمون الثانية ) وحدثت فى هذه البلدة كثير من العجائب وسقطت اوثانها وباركت العائلة المقدسة الاشمونيين
·         العائلة المقدسة ببلدية ديروط الشريف - اسيوط
ارتحلت العائلة المقدسة من الاشمونيين واتجهت جنوباً حوالى 20 كم ناحية ديروط الشريف فيليس
·         العائلة المقدسة ببلدة قسقام
ارتحلت العائلة المقدسة من ديروط الشريف الى قرية قسقام ( قوست قوصيا ) حيث سقط الصنم معبودهم وتحطم فطردهم اهلها خارج المدينة واصبحت هذه المدينه خراباً
·         العائلة المقدسة ببلدة مير
هربت العائلة المقدسة من قرية قسقام واتجهت نحو بلدة مير ميره تقع على بعد 7 كم غرب القوصية وقد اكرم اهل مير العائلة المقدسة اثناء وجودها بالبلدة وباركهم الرب يسوع والسيدة العذراء ومن مير ارتحلت العائلة المقدسة الى جبل قسقام حيث يوجد الان دير المحرق ومنطقة الدير المحرق هذه من اهم المحطات التى استقرت فيها العائلة المقدسة حتى سمى المكان بيت لحم الثانى يقع هذا الدير فى سفح الجبل الغربى المعروف بجبل قسقام نسبة الى المدينة التى خربت ويبعد نحو 12 كم غرب بلدة القوصية التابعه لمحافظة اسيوط على بعد 327 كم جنوبى القاهرة
مكثت العائلة المقدسة نحو حوالى سته اشهر وعشرة ايام فى المغارة التى اصبحت فيما بعد هيكلاً لكنيسة السيدة العذراء الأثرية فى الجهه الغربية من الدير ومذبح هذه الكنيسة حجر كبير كان يجلس عليه السيد المسيح وفى هذا الدير ظهر ملاك الرب ليوسف الشيخ فى حلم قائلا قم وخذ الصبى وأمه وإذهب أرض اسرائيل لانه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبى مت 2-20-2
·         العائلة المقدسة بجبل درنكة - اسيوط
وفى طريق العودة سلكوا طريقا اخر انحرف بهم الى الجنوب قليلا حتى جبل اسيوط المعروف بجبل درنكة وباركته العائلة المقدسة حيث بنى دير باسم السيدة العذراء يقع على مسافة 8 كم جنوب غرب اسيوط ثم وصلوا الى مصر القديمة ثم المطرية ثم المحمة ومنها الى سيناء ثم فلسطين حيث سكن القديس يوسف والعائلة المقدسة فى قرية الناصرة بالجليل

وهكذا انتهت رحلة المعاناة التى استمرت اكثر من ثلاث سنوات ذهابا وايابا قطعوا فيها مسافة اكثر من الفى كيلو متر ووسلة مواصلاتهم الوحيدة ركوبة ضعيفة الى جوار السفن احيانا فى النيل وبذلك قطعوا معظم الطريق مشيا على الاقدام محتملين تعب المشى وحر الصيف وبرد الشتاء والجوع والعطش والمطاردة فى كل مكان فكانت رحلة شاقة بكل معنى الكملة تحملها السيد المسيح وهو طفل مع أمه العذراء والقديس يوسف بفرح لأجل .
·         العـودة
وفي طريق العودة سلكوا طريقا آخر انحرف بهم إلي الجنوب قليلا حتى جبل أسيوط ( المعروف بجبل درنكة) وباركته العائلة المقدسة ، حيث بني دير باسم السيدة العذراء يقع علي مسافة 8كم جنوب غرب أسيوط ثم وصلوا إلي مصر القديمة ثم المطرية ثم المحمة ومنها إلي سيناء ففلسطين حيث يسكن القديس يوسف والعائلة المقدسة في قرية الناصرة بالجليل. وهكذا انتهت رحلة المعاناة التي استمرت أكثر من ثلاث سنوات ذهابا وإيابا قطعوا فيها مسافة أكثر من ألفي كيلو متر ، ووسيلة مواصلاتهم الوحيدة ركوبة السفن أحيانا في النيل ، وبذلك قطعوا معظم الطريق مشيا علي الأقدام محتملين تعب المشي ، وحر الصيف وبرد الشتاء والجوع والعطش والمطاردة في كل مكان ، فكانت رحلة شاقة بكل معني الكلمة تحملها السيد المسيح وهو طفل مع أمه العذراء والقديس يوسف بفرح لأجلنا




صور من الحضارة الفرعونية



















الجمعة، 8 مايو 2015

عصر الدولة القديمة – عصر بناة الأهرام الأسرات 3-6 (2780-2280 ق.م)


1.                         الحياة الاقتصادية
تدهور فى احوال البلاد الاقتصادية بسبب الانقسامات بين حكام الاقاليم ورغبتهم فى الانفصال عن فرعون.
2.                         الحياة الفكرية
بداية تدهور احوال البلاد ادى الى تدهور حياة المصريين الفكرية.
3.                         الحياة الدينية
مازال الاعتقاد السائد فى البعث والخلود وسيادة الكهنة والمعابد.
لقد وصلت لنا الحياة الدينية عن قدماء المصريين شبه كاملة وتعتبر هذة الديانة شبة غامضة .
اسباب غموض الديانة المصرية القديمة:
اولا:تقديسهم الحيوان والطير:
استقرت فى عقيدتهم ان هناك قوى ترمز الى ربهم تمثلوها فى الطير والحيونات والطيروقد جرى عامة الناس على تقديس هذه الكائنات,ومما ادى الى اتهام المصريين بفساد التفكير لعبادتهم للحيونات والطير والحجر.
ثانيا : العودة الى الماضى :
تميز الشعب المصرى القديم بالميل الدائم الى العودة الى الماضى البعيد ومحاولة مزجه بالحاضرالقريب.
ثالثا : الاعتماد على السحر:
المصريون القدماء كانوا يعتقدون الى حد كبير فى السحر والقوى الخفية التى تتحكم فى اعمالهم.وكان للسحر عندهم مكانة كبيرة ,وتفننوا فى الوانة وانواعة,مما اضفى على الديانة المصرية جوا من الغموض والتعقيد.
من اهم خصائص الديانة المصرية القديمةالتى تميزت بها وأعطها طابعا مميزا,ما يلى:
اولا :تعدد الالهة
ثانيا: الاعتقاد فى البعث والخلود
ثالثا :الايمان بالثواب والعقاب
رابعا :السمو فى التوحيد بين اربابهم
مر المصريون القدماء فى حياتهم الدينية بثلاث اطوار:طور التعدد وطور الترجيح وطور التوحيد بين اللارباب.
1-طور التعدد:كان الناس يتخذون لانفسهم اربابا مختلفة فكل قبيلةرب ولكل امارة رب,ولم تكن النظم الاجتماعية بين القبائل التى تقرب بينهم قد نشات بعد.
2-طور الترجيح:فقد ابقى المصريين على اربابهم المختلفةولكنهم غلبوا عليهم اشهرها فابرزة ورفعوه الى عرش الزعامة كما جعلوا معبودتاتهم بتاج معبود مدينة منف اما فى الدولة الوسطى وايام الدولة الحديثة فقد كان الالة إمون فى المركز الاول.
3-طور النضج فى الفكير السياسى والدينى والاجتماعى:
حين نادى اخناتون بإله  واحد هو الشمس  .
4.                         الحياة السياسية
انتشرت فى البلاد فى هذه الفترة الفوضى والاضطرابات، وطمعت فى أرض مصر قبائل البدو الآسيويين الذين هاجموا حدود البلاد، وسيطروا على بعض أجزائها.

5.                         الحياة الاجتماعية
-طبقات المجتمع
كان المجتمع المصرى أول امره يتكون من طبقتين:طبقة عليا على رأسها فرعون واسرتة والامراء ورجال قصره وكبار موظفى الدولة وحكام الاقاليم.وطبقة دنيا تتكون من عمال الزراعة والصناعةومن اليهم من الرعاه والخدم وأصحاب الحرف المختلفة,وكان الفرق بين الطبقتين واضحا,فنشأت بين الطبقتين طبقة ثاثة متوسطة كان قوامها صغار الموظفين والتجار وأصحاب الحرف الممتازة وصغار الفنانين.
2-المسكن
بنى المصريين منازلهم من اللبن,وظل اللبن مستعملا طوال العصر الفرعونىولم يستعمل الحجر الافى اقامة ابواب المنازلوعمدها وفراش ارضها.
مساكن الفلاحين والعمال
كانت منازلهم بسيطة لاتتعدى حجرة اوحجرتين تنفتح على فناء,اما الاثاث بسيط لايعدى حصير وبعض المقاعد الخشبية وآنية من الفخار.
اما منازل اصحاب الحرف والتجار فى المدن فقد احسن حال واكثر اتساعاَ وافضل نظاما واحيانا من طابقين وحجرتها مزودة بنوافذ.
قصور الاثرياء
منازل الاثرياء متعددة الغرف وكثر اتساع وتحيط بها الحدائق وأحواض المياه لطلطف الهواء.كما الحقت بها اسطبلات الخيل ومخازن الطعام والشراب وشون القمح وكانت تتحلى المنازل بالنقوش والصور كلوحة فنية.
اما قصر فرعون كان مضرب المثل فى الروعة والفخامة والزخرفة وروعة الاثاث.
الاثاث
امتاز الاثاث الفرعونى بالبساطة وملائمة الغرض الذى وضع من أجلة .
كان السرير اهم قطع الاثاث وكانوا يستخدمون عند الاضطجاع علية مساند من للرأس من المعدن أو الخشب يوضع فوقها بعض الوسائد.أما المقاعد ذوات المساند فقد كانت بديعة وجميلة الاتقان.وكانوا بستخدمواصناديق خشبية بدل الأصونة لحفظ الثياب والأدوات والحلى.اما الموائد فكان معظمها على شكل قواعد لوضع القدور والاوانى عليها.
3-الاعمال المزلية
الاعمال المنزلية لدى الفراعنة كانت شيئا متصلا لايكاد ينقطع.
الطحن والخبز
كان صنع الخبز فى المقام الاول,كانت الغلال تطحن على الرحىحتى تصير دقيق وتعجن وتشكل الخبز والفطائر على اشكال مختلفة.
الطهى
كانت موائد الفراعنة غنية بما يطى فيها من العديد من اشكال الطعام والشراب والتى تفنن المصريين فى ابتكارها.
4- الحياة العائلية
بلغت الحياة العائلة فى مصر القديمة حد الكمال,فالمرآة زوج الرجل تبادلة الحب ةالاحترام وينتشر حولهم اولادهم .
وكان للرجل زوجة شرعية واحدة ولم يحرم القانون تعدد الزوجات,ولكن امر ذلك شائعا بين الملوك والامراء.
لانعلم الكثير عن طقوس ومراسم الزواجالتى كانت تمارس عند عقد الزواج.
وكان الرجل بحكم عملةوطبيعتة وتكونةقواما على المرأةفى حدود ما يحفظ لها حقها ويصون عزتها,ومن الطبيعى ان يرث الابن الاكبر أباه فيحمل اسمة ويرفع بعد موتة ليكون رب الاسرة وصاحب الكلمة بين أخوتة.
مركز المراة

كان المصريين أكثر الناساحرص على اسعاد زوجاتهم وتزويدهن بما يزود به الزوجة الكريمة.
كان البيت مملكة المراةتقوم بكل الأعمال المنزلية وكانت للمراة دور كبير وراى حتى الشؤن السياسية فكانت الملكة تظهر بجانب الملك.
الاطفال
كان الاطفال فرحة الوالدين وفخرهم ولذلك كانوا يهتموا برعاتهم وتعليمهم وتربتهم .
اللباس الزينة
كان اللون الابيض احب الالوان اليهم وكانويتفننوا فى صناعة الملابس والحلى.
وكان الرجل يعتنى بقص الشعرويحلق ذقنة والمراة ايضا
حياة المصريين  بدت غير مستقرة بسبب سلطة حكام الأقاليم. انتهز هؤلاء الحكام فرصة ضعف الملوك، وأخذوا يعملون على تركيز السلطة فى أيديهم، والاستقلال بحكم أقاليمهم، ومحاولة الانفصال عن فرعون.  
عصر الدولة القديمة – عصر بناة الأهرام
              الأسرات 3-6 (2780-2280 ق.م)


العصر الحجرى فى مصر

إن سجل ما قبل التاريخ في مصر طويل وغني بالآثار . والفضل في ذلك يرجع إلى أعمال البحث والتنقيب ، والدراسات العديدة التي قام بها علماء ما قبل التاريخ منذ زمن ليس بالقصير في مناطق متعددة من وادي النيل الأدنى فى مصر والنوبة ، وفي منخفض الفيوم والخارجية .

  العصر الحجري القديم الأسفل :-
عثر علي آلات حجرية ترجع إلى العصر الحجري القديم الأسفل في مواقع عديدة علي طول نهر النيل في النوبة ومصر العليا والدلتا . وقد عثر عليها منذ بداية القرن الحالي كل من إرسلان وشفانيفورت وليمورمان ودي مورجان . وقد كان العثور عليها دليلا علي أن مصر كانت مهداً للثقافة البشرية قبل بدء التاريخ الفرعوني بوقت طويل . ثم جاءت أبحاث ساندفورد واركل (1929 - 1933 - 1939) واركل وحده (1934) تربط بين الآلات الحجرية التي ترجع إلى هذا العصر والمدرجات النهرية فقد وجدوا آلات اشيليه بدائية وآلات اشيلية وشظايا كلا كتونية في مدرج 30 متر ومختلطة يغيرها في مدرج 15 متر مدرجات نهر النيل .وكان بوليير – لابير قد عثر في سهل العباسية بالقاهرة علي آلات حجرية قبل أشيلية و أشيلية عام 1925 م .
وقد عثر أثناء حملة إنقاذ أثار النوبة علي موقع به أثار العصر الحجري القديم الأسفل بالقرب من حافة أحد الأودية مطموراً وسط ركام من رواسب الوادي الحصوية ومستقراً فوق الصخر الرملي النوبي وتتكون هذه الآثار من أدوات نواه وشظايا مشظاة من جانب واحد ومن جانبين ، ومن آلات  كشط ومخارز وكلها اشيلية ويبلغ طول الموقع 2000 متراً وعريضة 200 متراً . كما عثر في موقع قريب منه علي موقع أخر به أثار مواقد نار . وتمكن الباحثون من تصنيف الأدوات الحجرية إلى فترات الحضارة الأشيلية المختلفة فوجدوا ما يمثل المرحلة الابيفلية والميكوكوية والأشيلية العليا . وعند خور . أبو عنجة  بالقرب من أم درمان وجد أركل 1949 آلات تمثل المراحل الأبيفلية والميكوكوية والأشيلية العليا .
وتدل الآلات الحجرية التي ترجع إلى العصر الحجري القديم الأسفل أن وادي النيل قد أصبح أهلاً  بالسكان من قرب الخرطوم حتى الدلتا منذ أن ظهر الإنسان في شرق إفريقيا وأثيوبيا كما أن استمرار أثار ذلك العصر بجميع مراحله يدل علي استمرار سكنى وادي النيل بلا انقطاع وجميع مواقع ذلك العصر تبعد عن مجرى النيل بمسافة تتراوح  بين كيلو متر واحد وخمسة كيلو مترات .
مما يدل علي أنهم كانوا في غنى عن الوادي كمصدر للمياه ولكنهم لم يكونوا في غنى عن حيوانه ونباته وتدل التربات التي تكون مواقع العصر الأشيلى علي أن البيئة كانت تتمتع بقدر لا بأس به من المطر ولكن عقب العصر الأشيلى سادت فترة من الجفاف تدل عليها الأرسابات الرملية (الهوائية) وتعرية التربة الحمراء . ويدل مدى مساحة المواقع الأثرية علي أنها أعيد سكانها مره بعد أخرى على طول فترات طويلة . ففي وادي حلفا عثر علي ما يدل علي أن الموقع أعيد سكناه ثلاث مرات .
  العصر الحجري القديم الأوسط :- 
أقدم أثار حجري ترجع إلي هذا العصر عثر عليها كانت نتائج حفائر كتيون تومسون (1946-1952) وكيتون وجاردتر (1934) وساندرفورد وأركل (1929 - 33 - 39) وقد تعرفت كيتون تومسون (1946) علي ثلاث مراحل أسمتها موستيرية بالنسبة لوادي النيل وأشيلية ليفالوازيه وليفالوازية خارجية ، وخارجية ، وعاطرية في الواحة الخارجة والصحراء القريبة وقد أضافت الحفائر الأحدث  عهداً والتي قام بها جيشا روشيلو سيكى (1965 - 1968) وماركس (1968) تفصيلات عديدة لما تعرفه وقد تم حديثاً العثور علي مواقع العصر الحجري القديم الأوسط في الصحراء الغربية المصرية مرتبطة برواسب وحيوانات بحرية (وندورف وتشايلد1976) وقد أدت هذه الأبحاث إلى رفض التسميات التي أطلقت من قبل كثيون تومسون .
واستعيض عنها بمصطلحات جيشار وهي العصر الحجري المتوسط النوبي بقسميه الذي  ينسب  أحدهما الحضارة للسانجونية السودانية والأخر للحضارة العاطرية في شمال أفريقيا .
·  وتعرف ماركس علي مجموعتين كبيرتين ترجعان إلي هذا العصر أي الحضارة الموستنرية النوبية وهاتان المجموعتان تتطوران إلي حضارة العصر الحجري القديم الأعلى وقد أمكن معرفة تاريخها بطريقة الكربون المشع ووجد أنهما ترجعان إلي 20750 ق . م وإلي 15850 ق م + 250 سنه وقد أطلق علي الفترة الثانية إسم خور موسى
· على أن أقدم فترات هذا العصر ترجع إلي 36000 سنة قبل الوقت الحاضر وهذا يدل علي المدى الطويل الذي احتلت فيه هذه البقعة من النوبة وطورت فيها حضارات العصر الحجري المتوسط . كما أن الحفريات التي صاحبت هذه الحضارة تشتمل على الثور القديم والغزال الرومي وفرس النهر .
  العصر الحجري القديم الأعلى :-
  كان الرأي السائد من قبل أن وادي النيل الأدنى خلال العصر الحجري القديم منطقه غزله احتفظت بطريقة العصر الحجري القديم الأوسط دون أي تعديل ، وكانت حضارة العصر الحجري القديم فيه تحتفظ بصناعة الشظايا اللفالوازية التي أسمتها كيتون  تومسون عام 1952م باليفالوازيه المتأخرة .
وكان فينيارد قد عثر عام 1923 في سهل كوم  أمبو علي آلات حجرية ترجع إلي العصر القديم الأعلى أطلق عليها أسم  السبيلية ويمتاز صنعتها بالآلات القزمية وقد عثر حديثا على آلات وسكاكين عديدة صغيرة الحجم في الحجم في وادي النيل ونرجع إلي تاريخ يتراوح بين 18000- 7000 قبل الوقت الحاضر مما يدل علي أن وادي النيل كان منطقة تموج بالتنوع والتغير الحضاري .
·  وتستطيع أن تقول  بصفة عامة أن العصر الحجري القديم الأعلى في وادي النيل كان يمتاز بصناعة شظايا كبيره تتمثل في الصناعة السبيليه والاسناويه ، والشظايا القزميه والصناعة الأسناوية عثر عليها في دشنا وإسنا (وندورف وتشايلد 976 وحسن 1974) وقد عثر في إسنا علي رحى حجرية مما يدل علي أن السكان كانوا يعرفون نوعاً من القمح البرى وعثر أيضاً بالمنشية في حصن كوم أمبو علي حضارة أورنياسية وهي دور من أدوار الحضارة السييلية وتقع ما بين  14000-11000 قبل الوقت الحاضر وهذه الحضارة المنشاوية معاصره إذن للحضارة الأسناوية .
الحضارة ألسبيليه كانت تنتشر من الشلال الثاني حتى قنا وكانت تقع بين 15000-11000 سنه قبل الوقت الحاضر . وكانت أثارها تشمل على مدى وآلات مشظاة كبيره الحجم وأخرى صغيره وعثر على أثارها في أماكن متعددة منها المنشية وإسنا وأدفو والكلح وحلفا وفاخوره والبلانة والكاب . وكان حجم المحلات السكنية خلال هذا العصر بين 40 متر مربعاً و800 متر مربعاً مما يشير إلي أن عدد سكان المحلة الواحدة كان يتراوح بين 5-40 شخصاً ومما هو جدير بالذكر العثور علي رحى حجرية مما يدل على استخدام نوع من القمح البرى في الغذاء .
وكان المعتقد أن هناك فراغاً زمنياً بين حضارة العصر الحجري القديم الأعلى وحضارة العصر الحجري الحديث في مصر ولكن وجود أثار ميكرولينية (آلات حجرية قزميه) في الواحة الخارجة وفي مواقع متعددة في الصحراء القريبة قد سد الفجوة .
  العصر الحجرى الحديث
كان لتغير المناخ في العصر الحديث أكبر الأثر في نزوج الإنسان من الصحراء والأودية التي قطعها وقد أصبحت جافة إلى مصدر الماء الدائم وهو نهر النيل . واختفى  بالتدريج الغطاء النباتي الذي كان يغطي الصحراء الكبرى وقل حيوان الصيد ولذلك فكر الإنسان في أسلوب أخر للعيش واستطاع أن يستنبت  بعض النباتات التي كانت تنمو برية والتي كان يطحن حبوبها في العصر السابق وبذلك انتقل إلي مرحلة الزراعة وبدأ في مرحلة طويلة جديده من استئناس بيئة وادي النيل الأدنى والدلتا فعمل علي قطع الأعشاب والبوص والاقصاب وتجفيف المستنقعات وإقامة جسور النيل أي تهيئة  الحقول للزراعة كما قام بالقضاء علي الحيوان المفترس من فرس النهر والتماسيح وغيرها. واستئناس الحيوان المناسب واستخدمه في الزراعة كما استخدمه كمورد للغذاء وقد استغرق هذا العمل الضخم ما يزيد علي ألفى عام .
وقد وجدت في الفيوم مخازن للغلال تحتوى علي القمح والشعير وهناك أدلة على أن الإنسان كان يزرع الذرة الرفيعة والكتان .
وتدل بقايا العظام علي أن من أهم الحيوانات التي استأنست في ذلك العهد الكلب والحمار والثور والغنم والماعز والخنزير . وقد أفاد الإنسان من جلودها وصوفها وشعرها فصنع الكساء واستخدام لحومها وألبانها غذاء وصنع من عظمها أنواع من الأسلحة  .
في مرمدة  بنى سلامة عند حافة الصحراء شمال غربي وعند مصب وادي حوف بحلوان وفي دير تاسا ووادي الشيخ في الصعيد كما عثر  عليها في إقليم الفيوم وفي الصحراء الغربية وبعض واحاتها وبخاصة الواحات الخارجية والبحرية .
وأثار الفيوم ذات أهمية خاصة لأنها تؤرخ بداءة العصر الحجري الحديث في مصر فقد عثر على أثارها على شواطئ 10، 4-2 متر فوق سطح البحر والأولى تنتمي إلى حضارة الفيوم والثانية إلى حضارة فيوم ب وحضارة ما قبل الأسرات
   وتستطيع ترتيب حضارات العصر الحجري الحديث علي النمو الأتي :-
    حضارات جنوب مصر
حضارات شمال مصر
حضارة دير تاسا
حضارة العمرى
حضارة مرمدة بنى سلامة
حضارة الفيوم
وتدل المواقع الأثرية الكبيرة والجبانات الكبيرة على وجود محلات عمرانية كبيرة نسبياً فكل من مرمدة بنى سلامة و المعادى ونقادة و هيراكونوبوليس على أنها كانت محلات عمرانية في هذا العصر .
·      ففي مرمدة (يونكر 1929 - 1940) عثر علي أثار مباني شيدت من الطين وحوانيت  ومخازن وكانت المساكن مرتبة في صفين متقابلين تحصر بينها شارعاً أو حارة طويلة وكانت هذه المساكن بيضاوية الشكل مساحتها 1× 1.5 إلي 2×3.4 متر وبعضها يسكنها شخص واحد . وبعضها يسكنها أسرة وكانت أرضيتها محفورة في الأرض يحيط بها حائط من الطين كما كان المسكن مزوداً بمخزن كبير للغلال  على شكل سلة ضخمة وأواني فخارية للشراب .
أما مساكن العمران بحلوان فكانت تتكون من أكواخ دائرية إلي جانب المساكن البيضاوية ومن المعتقد أن هذا العصر يقع ما بين 7000 ق.م ، و5000 ق.م في مصر .
·عصر ما قبل الأسرات :-
دراسة عصر ما قبل الأسرات دراسة منظمة بدأت بمجهودات (بترى عام 1895 م) في نقادة ومعظم حفائر هذا العصر بدأت قبل الحرب العالمية وقد أضافت الدراسات الحديثة استخدام الكربون المشع في تعيين تاريخ الآثار ودراسة جيولوجية وأيكولوجية المواضع الأثرية . 
·وقد قسمت حضارات هذا العصر على أساس تقسيم الفخار الذي استخدم فى هذا العصر وتشمل هذه الحضارات الحضارة البدارية ومرمدة والفيوم والعمريه والجرزية وهذه الأقسام رتبت حسب التاريخ التتابعى الذي أشار به بترى عام 1920 .
إذ رتب الفخار الذي عثر عليه في المواقع الأثرية حسب درجة إتقانها ودقة صنعها أو صناعتها . من الأقدم إلي الأحدث ، وأعطى لها أرقام تبدأ برقم 30 وتنتهي برقم 79 ، تاركا من 1 - 30 للعثور على حضارة أقدم من أول حضارة وضعها في العصر الحجري الحديث وما بعد 79 للحضارات الأحدث من أحدث حضارة في تقسيمه
·      يقسم بترى حضارات ما قبل الأسرات إلي ثلاث مراحل هم :-
1- مرحله البداري
2- مرحلة العمره (نقاده 1) 3- مرحلة جرزة (نقاده 3)  
وهذا تقسيم قابل للمناقشة ويبدو أن حضارة الفيوم وحضارة مرمدة هما أقدم حضارتين تنتميان للعصر الحجري الحديث . ويرجع تاريخها إلي حوالي 7000-5500 سنه قبل العصر الحاضر .
كما يبدو أن حضارات البداري وعمره وجرزه كانت معاصره لهذا علي الأقل في جزء من التاريخ إذ أنها ترجع إلى 6000-5600 قبل الوقت الحاضر . وعاصر الاستقرار الزراعي في مصر فترة من هبوط مستوى النهر ولو أنه كان أعلي من مستواه الحالي كما أن المناخ كان أكثر مطراً من الوقت الحاضر ، ولكن يبدو أن ظروف الجفاف التدريجي لم تلبث أن سادت في عصر ما قبل الأسرات .
وكان المصريون في ذلك الوقت يعيشون على زراعة الشعير والقمح وترتيب الماعز والأغنام والماشية والخنازير والصيد وجمع الثمار وكان المصريون يزرعون أطراف الوادي وقسم بترى حضارات ما قبل الأسرات إلى الأقسام الآتية :-
1- حضارة العمرة - وتسمي كذلك بالحضارة القديمة لعصر ما قبل الأسرات وخصص لها الأرقام من 30-37 في تاريخه التتابعى .
2- حضارة جرزة - وتسمى كذلك بالحضارة الوسطي لعصر ما قبل الأسرات وخصص لها الأرقام 38-60
3- حضارة سمانية  - وتسمى كذلك بالحضارة الحديثة  لعصر ما قبل الأسرات وخصص لها الأرقام 61-78 .
· أما الأرقام من 1-29 فقد تركت جانباً لما يمكن أن يكتشف من آثار قد تكون أقدم من  مرحلة العمرة وقد وضعت بالفعل حضارة البداري التي كشف عنها فيما بعد والتي وجد أنها ترجع إلى عصر النحاس في الفترة بين 1-29 وخصص لحضارة ديرتاسا التي ترجع إلى عصر النحاس في الفترة بين 1 - 20 وخصص لحضارة ديرتاسا التي ترجع إلى العصر الحجري الحديث  والتي توضح المرحلة التي سبقت عصر مينا مباشرة والتي تسمى بالأسرة صفر بين الرقمين 77 ، 78 .
والرأي الحديث يرى أن حضارة سمانية ليست إلا نتيجة لحضارة جرزة وعلى ذلك أصبح من المستحسن تقسيم عصر ما قبل الأسرات إلى قسمين
هما :-
*   حضارة العمر وحضارة جرزة ويطلق عليها حضارة نقادة بقسميها نقادة1 ونقادة 2 وعثر  فيها على آنية من حجر البازلت وتمتاز آثار عصر ما قبل الأسرات بصناعة الآتية الحجرية المصقولة وقد برزت هذه الصناعة في البداري . إذا عثر عليها هناك ثم أصنف المرمر وضعت منه آنية وصلت درجة كبيرة من الإتقان كما صنعت آنية من الجرانيت والديوريت والنيس ، وهى جميعا أحجار صلبة تحتاج إلى مجهود كبير في صنعها وإلى دقة . ومهارة في إعدادها .
وتمتاز حضارة جرزة بتقدم كبير في الزراعة وزيادة في الرقعة الزراعية ويرجع البعض ذلك إلى حدوث إرتفاع في منسوب الأرض مما جعل النهر ينشط تحت مجراه مما يؤدي إلى تعميقه والظاهر أن ذلك قد ساعد بدورة على انكماش مساحة المستنقعات مما كان له أكبر الأثر في زيادة إنتاج الغذاء وفى قيام فئات جديدة من الناس تمارس الصناعة والتجارة وظهور نوع من تقسيم العمل لم يكن معروف من قبل وتدل الآثار على وجود تميز في المساكن والمقابر من حيث الحجم والمحتويات .
وكانت الصناعات متنوعة فظهرت الأدوات المنزلية المختلفة وأدوات الزينية والأساور والخواتم كما عثر على نقوش تمثل شارات العشائر ومن بينها الصقر الذي كان يجلب من الصحراء الشرقية ومن شبه جزيرة سيناء ، وظهر في الوقت نفسه الذهب والفضة فصنع منهما الحلي وقد أزداد استعمال النحاس في جزيرة وصنعت منه الأزاميل والخناجر والحراب ولكنها ظلت قليلة ثم ازدادت أهمية في الفترات التالية حتى ظهر مختلطاً مع معدن آخر لصنع سبائك البرنز في عصر الأسرات .
وكانت المعادى مركزاً تصب فيه موارد النحاس من شبة جزيرة سيناء بادئ الأمر حتى إذا نجحوا طوال عصر ما قبل الأسرات في تخفيف المستنقعات والقضاء على الحيوان المفترسة وقطع الغاب والبوص وترويض فيضانات النيل وزحفوا نحو النيل وعمروا الوادي نفسه . وأكبر ظاهرة طبيعية في مصر هي فيضان النهر ، وبملاحظة هذا الفيضان عاماً بعد عام تعلم المصريون التقويم الذي يستنتج علماء الآثار أنه تم عام 4240 ق.م . وعظم المصريين نهر النيل فقسم المصريون السنة إلى ثلاثة فصول فصل الفيضان وفصل الزراعة وفصل الحصاد وأمدت زراعة القمح والشعير المصريين بمصدر الرزق والعيش ولاسيما في وقت ينخفض فيه منسوب النيل ويعز الصيد .
وأدت الزراعة إلي الاستقرار وتكوين المجتمعات المحلية وهذه كانت خطوة نحو تكوين مجتمعات أكبر حتى شمل التجمع الوجه البحري والوجه القبلي وفي النهاية مهد هذا إلى وحده شطري الوادي .
وهناك من الأدلة الأثرية ما يثبت  قيام حركة تبادل تجارى نشط بين المجتمعات المختلفة التي توطنت في الوادي والدلتا ، كما أن هناك أدلة أيضاً على وجود حركة تجارية بين سكان وادي النيل الأدنى والدلتا وبين جيرانهم في جنوب غرب أسيا مما يدل على أن الاقتصاد لم بدائيا بل معقداً ويدل على وجود تبادل ثقافي نشط . ويبدو أن محلات عصر ما قبل الأسرات كانت متناثرة على طول الوادي وفى الدلتا وإن كان معظمها قد طمرته رواسب الفيضانات خلال عصر الدولة القديمة .
·      والظاهر أن أول تقويم قد نشأ في الدلتا ، في القرن الثالث والأربعين قبل الميلاد أي قبل قيام الأسرة الأولى بألف عام . وهو يدل على نضج الفكر الإنساني في مصر في هذا الزمن المبكر . ودقة الملاحظة ، والمشاهدة المنتظمة . فقد لاحظ الإنسان المصري ظاهرة الفيضان المتكررة سنوياً بانتظام واقترانها بظهور نجم الشعري اليمانية عند الأفق مع شروق الشمس في نفس اليوم الذي تصل فيه مياه الفيضان إلى رأس الدلتا عند هليوبوليس .
وبذلك يمر عام عندما يتكرر نفس الحدث ، فاخترعوا التقويم المكون من 365 يوماً وقد قسموا ألسنه إلى 12 شهر والشهر إلى ثلاثين يوماً تضاف إليها خمسة أيام من الأعياد كل عام وقد بقى هذا النظام قائماً إلى أن ادخل عليه الرومان بعض التعديلات التي تصحح ربع اليوم الزائد فى كل سنة .
*   وقد ظهرت أول زعامات وأخر عصر ما قبل الأسرات آلات الحرب والقتال بكثرة مما يدل على ظهور أول زعامات العشائر المحلية ثم تطاحن هذه الزعامات حتى تركزت في إقليمين كبيرين ما لبثا أن توحدا في قطر واحد.
واقترن هذا التطور بظهور شارات الأقاليم التي تحولت إلى شعارات عرفت بها أقاليم مصر منذ عصر ما قبل الأسرات : كما عثر شارات أخرى قصد بها أن تكون رموزا مكتوبة مثل الخط المتعرج . 
أما عن حضارة المعادى فترتبط بموقع المعادى ، حيث عثر هناك على بقايا  محلة عمرانية كبيرة تتكون من أكواخ ذات شكل بيضاوي مفتوح من الجهة الجنوبية الغربية يحيط بها قوائم خشبية من جذوع الأشجار رشت حولها أغصان الأشجار الدقيقة ، والتي كست القوائم من الخارج بطبقة من الطين ولسنا تعرف على وجه الدقة  ما إذا كانت تلك المساكن مسقوفة أو غير مسقوفة رغم أن العرض الرئيسي من تشييدها هو حماية أهلها من الرياح الشمالية الباردة شتاءا
ويكاد يكون نظام المساكن واحد، إن يوجد الموقد  دائما قرب المدخل ، وبجواره  قدر كبير لحفظ الماء ، وقدور أخرى لخزين الغلال وأنواع الطعام وقد حفرت لتلك القدور حفراً عميقة في التربة الرملية وإلى جانب ذلك فقد استخدمت بعض المخازن التي كانت عبارة عن حفر عميقة رأسية الجوانب توضع بها بعض الآنية الفخارية الصغيرة .
وللآنية الفخارية بالمعادى  ميزات خاصة تجعلها عن الأنواع المعروفة في مصر ما قبل التاريخ بعضها حمراء اللون ذات شكل مستطيل وقاعدة خفيفة وبعضها سوداء اللون ذات شكل كروي لها قاعدة ملساء وكلها مصنوعة باليد ، بما في ذلك القدور الكبيرة علي الرغم من حجمها الضخم .
وقد عرفت سكان المعادى صناعة النسيج بدليل العثور على قطعة صغيرة من خرقه بالية محترق على عمق كبير ، والعثور على قطع الحجارة ذات الثقوب التي كانت تستعمل في المنازل .
وقد كان سكان المعادى كانوا على دراية بفوائد المعدن ومزاياه  في صنع الآلات المختلفة ومن ثم وجد مثقاب من النحاس له مقبض من العظام كما وجد سلاح يشبه الأزميل صنع من نفس المعدن . هذا ويرى بعض الباحثين أن هذا النحاس كان مجلوباً من شبة جزيرة سيناء بل أن الآلات النحاسية التي عثر عليها في وادي غرابة تشبة تلك التي وجدت في المعادى مما يدل على وجود تبادل تجارى بين المنطقتين .

وقد اعتقد سكان المعادى في البعث بدليل دفن بعض الأثاث مع الموتى . مثل الأواني الفخارية وأدوات الزينة والصيد ذلك بالإضافة إلى بعض الحيوانات المقدسة عندهم ، والتي دفنوها بعناية فى مقابرهم الخاصة.